بيت لحم 2000 - تنظم بلدية بيت ساحور بالتعاون مع الديوان الثقافي الساحوري وجمعية الحياة البرية في فلسطين ندوة بعنوان "الكلاب الضالة مسؤولية جماعية وحلول عملية"، ومن المقرر أن تعقد غدًا الإثنين في مقر ديوان "دار دكرت" في مدينة بيت ساحور، لمناقشة سبل التعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة من منظور بيئي وصحي ومجتمعي، بمشاركة كل من سليمان أبو مفرح مدير الحكم المحلي في محافظة بيت لحم، والدكتور كامل أبو عمرية مدير دائرة البيطرة في المحافظة، وعماد الأطرش المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين، فيما يدير اللقاء إبراهيم فوزي عودة.

وخلال الندوة سيتم بحث آليات الحد من انتشار الكلاب الضالة، بما يضمن الحفاظ على السلامة العامة ويحقق مبدأ الرفق بالحيوان، وسط دعوات لتنسيق الجهود بين الجهات الرسمية والبلديات والجمعيات المختصة.

وأكد إبراهيم عودة، مدير العلاقات العامة والإعلام في جمعية الحياة البرية في فلسطين، في حديث خلال برنامج "يوم جديد" مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو "بيت لحم 2000": أن تنظيم هذه الندوة جاء استكمالًا للجهود السابقة لمناقشة الظاهرة، موضحًا أن مشكلة الكلاب الضالة أصبحت واسعة النطاق وتشكل خطرًا متزايدًا على المواطنين في مختلف مناطق محافظة بيت لحم، بما في ذلك المدن والقرى والمناطق الريفية، ما يتطلب حلولًا عملية وجماعية على مستوى المحافظة ككل.

وأشار عودة إلى أن الحلول الجزئية التي تقوم بها بعض البلديات، مثل التعقيم أو التطعيم، تُعد خطوات إيجابية لكنها غير كافية لإنهاء المشكلة، نظرًا للأعداد الكبيرة من الكلاب الضالة المنتشرة في المنطقة والتي تُقدّر بالآلا،. وأضاف أن المطلوب هو وضع خطة شاملة تشارك فيها جميع البلديات، بحيث تكون محافظة بيت لحم نموذجًا لتطبيق حلول متكاملة يمكن تعميمها على باقي المحافظات الفلسطينية.

وأوضح أن جمعية الحياة البرية ترفض استخدام السموم في التعامل مع الكلاب، وتدعم بدائل أكثر إنسانية مثل "القتل الرحيم"، الذي يُعد إجراءً مقبولًا من الناحية البيئية والحقوقية عند الضرورة القصوى، كونه يتم بطريقة خالية من الألم وبإشراف بيطري متخصص، وبيّن أن هذا الأسلوب معتمد عالميًا ضمن مبادئ الرفق بالحيوان، والتي تنص على أن إنهاء حياة الحيوان مسموح إذا كان يشكل خطرًا على الإنسان أو كان مصابًا بأمراض معدية.

وكشف عودة عن أن الجمعية تواصلت مؤخرًا مع جمعيات دولية مختصة بالرفق بالحيوان، من بينها جمعية بريطانية كانت قد تعاونت معها سابقًا، لبحث إمكانية تبني نماذج عملية في إدارة الظاهرة، من خلال إنشاء ملاجئ مخصصة للكلاب في مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية، وتوفير الرعاية اللازمة لها بما يشمل التطعيم والتعقيم وتغذيتها ضمن ظروف صحية مناسبة، لكنه أوضح أن إنشاء مثل هذه الملاجئ يحتاج إلى موارد مالية وبشرية كبيرة لا تتوفر حاليًا للبلديات، ما يجعل الحل الفوري هو تقليل أعداد الكلاب المنتشرة بشكل مدروس ومؤقت.

وأكد أن الأولوية في المعالجة يجب أن تكون للكلاب المريضة أو الشرسة التي تشكل خطرًا مباشرًا على المواطنين، مشيرًا إلى أن حوادث الهجوم تزايدت في الآونة الأخيرة، كان آخرها هجوم مجموعة من الكلاب على طالبات مدرسة في بيت ساحور قبل أسبوع، ما أثار حالة من الخوف والقلق بين الأهالي، رغم عدم وقوع إصابات، وأضاف أن هذه الحوادث تركت آثارًا نفسية لدى الأطفال الذين أصبحوا يخشون الذهاب إلى المدارس أو السير في الشوارع بمفردهم.

وشدد عودة على أهمية تكامل الجهود بين بلديات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، وعدم اقتصار الجهود على بلدية واحدة، معتبرًا أن العمل الجماعي هو الضامن لتحقيق نتائج ملموسة، وأشار إلى أن البلديات الثلاث أبدت استعدادها للتعاون، وأن المطلوب الآن هو الاتفاق على آلية تنفيذ مشتركة بإشراف الجهات البيطرية والصحية والأمنية لضمان سلامة الإجراءات.

وأضاف أن الجمعية كانت قد قدمت جملة من المقترحات في اجتماع موسع عُقد في بلدية بيت لحم، تضمنت الدعوة إلى تشكيل لجنة مشتركة من البلديات والجمعيات المختصة ووزارة الصحة لوضع خطة واضحة تتضمن مراحل تنفيذية وجدولًا زمنيًا، وأوضح أن الحلول المقترحة تشمل تقليل عدد الكلاب المنتشرة، تليها مرحلة تنظيمية تشمل التعقيم والتطعيم والتوازن البيئي، إلى جانب إطلاق حملات توعية للمواطنين حول كيفية التعامل مع الكلاب بطريقة آمنة وإنسانية.

ولفت عودة إلى وجود علاقة مباشرة بين انتشار النفايات وازدياد أعداد الكلاب الضالة، مشيرًا إلى أن الحاويات المفتوحة والمطاعم والفنادق التي تلقي بقايا الطعام في الأماكن العامة تسهم في جذب الكلاب وتكاثرها، ما يستدعي تنظيم عمليات جمع النفايات وتوفير حاويات مغلقة ونظيفة في الأحياء السكنية.

وختم عودة حديثه بالتأكيد على أن الهدف ليس الإضرار بالحيوانات بل الحفاظ على التوازن البيئي وضمان سلامة المواطنين، مضيفًا: "نحن ضد العنف والسموم وضد القتل العشوائي، ولكننا مع إيجاد حلول إنسانية وعملية، إذا تطلّب الأمر القتل الرحيم للحالات الخطرة، فيجب أن يتم بإشراف مختصين وضمن معايير الرفق بالحيوان".

وأكد أن الندوة المرتقبة ستخرج بتوصيات عملية لتقليل عدد الكلاب الضالة بشكل آمن ومدروس، تمهيدًا لوضع خطة دائمة لمعالجة الظاهرة في محافظة بيت لحم والمناطق المحيطة بها، مضيفًا أن جمعية الحياة البرية ستتابع تنفيذ هذه التوصيات بالتعاون مع البلديات والجهات المختصة.

المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: